9 Days of Solitude The Damascus Session Hewar Group CD ripp

بعد عامين على صدور أسطوانتها الأولى، ها هي فرقة «حوار» السورية الرائدة في مجال الموسيقى البديلة في بلدها، تعود إلى الضوء مع أسطوانة ثانية بعنوان «9 أيام من العزلة، جلسة دمشق». وقد بدا واضحاً في هذا العمل التطوّر الذي أحرزته الفرقة على صعيد الكتابة الموسيقية، نغماً وتلويناً مقارنةً بالعمل الأول. وكان لافتاً الغنى الصوتي في كل المقطوعات بعدما استضافت الفرقة موسيقيين من خارج تركيبتها الأصلية. «حوار» فرقة أسسها عازف الكلارينت كنان العظمة وعازف العود عصام رافع وصاحبة الصوت الأوبرالي ديما أورشو. وانضم إليها 3 موسيقيين من ألمانيا (أكورديون، باص ودرامز) أضفوا على العمل ميزة فرّقته عن التجربة الأولى للفرقة، من دون المساس بالخطوط التي رسمها مؤسسو «حوار». المادة الموسيقية التي تحتويها الأسطوانة الجديدة عبارة عن كتلة أحزان ولو أتت أحياناً تحت عنوان الفرح. في مقطوعة «عرس»، نسمع من ديما أورشو «زلغوطة» الأعراس، لكنّها تشبه صراخاً تتناثر داخله أطراف نغم الزغاريد. وفي «زار»، يرتمي صوت أورشو مع الآلات الأخرى، كأنه يحاول الخروج من غرفة موصدة الأبواب والشبابيك فيما الهواء ينقص منذراً باختناق محتم. وفي «بعد أربعة أيام» (من العزلة) يهذي العود وحيداً ثم تلاقيه الآلات والصوت غير المتكلم لتكرّر جملة قصيرةً، وتنفلت بينها الكلارينت (كنان) لتنعى أمراً ما ـــ قبل أن تعود لملاقاة الفرقة، مستعجلةً النهاية عبر تسريع الإيقاع تدريجاً.
ومن وحي العالم العربي، شارك عازف الأكورديون مانفرد لويشتر في تأليف قطعة «أرابيسك» التي يستهلّها بقذف أصوات مترددة على آلته، ويدخل صوت أورشو ثم يأتي العود ومعه أرباع الأصوات التي يحتكر القدرة على إصدارها في هذه التركيبة ليؤكّد الهوية الشرقيّة للمعزوفة العربية.
ولعل أكثر المحطّات تأثيراً في «9 أيام من العزلة» تحمل توقيع كنان، واسمها «مطارات» التي تحكي قصة المواطن (العربي) الذي يعامَل بعنصرية عمياء في مطارات العالم الخائف من الإرهاب، فتساوره رغبة بالثورة أو البكاء، لكنّه يفشل في تحقيق أي منهما... هكذا، يصوّر كنان هذه الحالة ببضع نوتات، تشكّل نغمة مزينة تنحدر إلى الهزيمة فالاستسلام. وتشارك في التأليف ديما أورشو بمقطوعة واحدة عنونتها «تحيا الشيشان»، هي احتفالية بسيطة طالعة من قلب همجية القتل والتمارين على العذاب إلى حد التآلف معه. وقد نجحت أورشو في جمع هويتي هذا البلد من خلال مزج نغمة تحاكي النفس الموسيقي الروسي الخاص بالأغنية الشعبية وأخرى تحمل البصمة الشرقية العربية